يرأس فانسن أنجل، منظمة “PEN بلجيكا”، المرتبطة بـ “PEN International”. وهي منظمة غير حكومية تأسست في لندن عام 1921، وتنشط اليوم في أكثر من 90 دولة. ويُعد أحد أبرز المثقفين البلجيكيين، ويلعب دوراً محورياً في الترويج للأدب والدفاع عن حرية التعبير، وذلك من خلال عمله كاتباً ومسرحياً وأستاذاً في الجامعة الكاثوليكية في لوفان والمعهد البلجيكي للدراسات العليا في الاتصال الاجتماعي. في هذا الحوار، يُحدثنا عن أهمية نشر أعمال الكُتّاب المهدّدين بسبب أفكارهم وإبداعاتهم.
– ما هو هدف جمعيتكم؟
– فانسن أنجل: كانت “PEN بلجيكا” من أوائل المراكز التي تأسست بعد PEN International في إنجلترا، وهي جمعية للكُتّاب يعود تاريخها إلى أكثر من قرن من الزمان! لم أكن يوماً عضواً فيها من قبل، إذ كنت أراها منغلقة على نفسها.
لكن، بسبب نقص الأعضاء والخلافات الداخلية، كانت الجمعية مُهددة بالحل. وأُطلِق نداء للبحث عن مشروع لإحيائها. كنتُ قد أسست قبل بضع سنوات منظمة Carta Academica (جمعية تضم أكاديميين ناطقين بالفرنسية والهولندية في بلجيكا، وتهدف إلى التدخل في النقاش العام)، لكني شعرت أننا لا نذهب بعيداً بما فيه الكفاية. فرغبتُ في إضفاء طابع مهني على العمل، والبحث عن تمويلات، غير أن مُعظم الأعضاء لم يرغبوا في مزيد من الالتزام.
في ذلك الوقت رأيت في “PEN بلجيكا” فُرصة لجمع مُختلف التزاماتي تحت كيان واحد. تواصلت مع كُتّاب مرتبطين بدار النشر الخاصة بي (Édern Éditions) وبمجلة Marginale، فوافق 14 شخصاً على الانضمام إليّ. وهكذا أعدنا إطلاق الجمعية بالتركيز من جديد على أهداف PEN الأساسية، وهي تعزيز السلام من خلال التبادل والأدب، والدفاع عن الآداب في العالم أجمع.
– كيف تمارسون نشاطكم؟
– مَيزتنا الأساسية هي الشبكة الدولية التي ننتمي إليها. حتى لو لم تكن كل المراكز نشطة بالقدر نفسه، فإن معظمها يُدافع عن الديمقراطية والحريات الأساسية.
أحد مشاريعنا يتمثل في نشر أعمال الكُتّاب المُعرّضين للخطر الذين لا يستطيعون النشر في بلدانهم، باللغات الفرنسية والإنجليزية وباللغة الأصلية. وإذا لزم الأمر، يُمكنهم حتى استخدام اسم مستعار لضمان سلامتهم. إنه مشروع طموح، لكنه قريب من قلوبنا.
نحرص أيضاُ على تنظيم لقاءات في بلجيكا لتسليط الضوء على هذه القضايا، ولإبراز تنوع الأدب “الفرنكوفوني” حتى يُدرك الجمهور أنه لا يقتصر على منشورات دور النشر الباريسية الكبرى التي تُقدم رؤية مضبوطة ومُقنّنة للغاية للفرنكوفونية.
كما نعتزم دعم دور النشر المستقلة الناطقة بالفرنسية، بعيداً عن الدوائر الأدبية الباريسية المُقيّدة.
– اليوم.. ما هي البلدان الأكثر خُطورة على حرية التعبير والكتّاب؟
– الوضع يتدهور في كل مكان، حتى في أوروبا. في هنغاريا وصربيا وجورجيا، الانتهاكات ضد الحرية خطيرة. وهناك باحثون، في الولايات المتحدة، لم يعودوا قادرين على النشر بحرّية. أما أسوأ الأنظمة فتبقى روسيا وتركيا والصين وإيران. يُمكن القول، إن قائمة البلدان التي تتمتع بحرية التعبير تتقلص عامًا بعد عام.
كما يتعرض الكُتّاب للتهديد لأن الكلمات تنتقل بسهولة. إذ يُمكن أن تُهمَس الكلمة أو تُخفى أو تُنقل في شكل مخطوطة سرية. والتاريخ مليء بالأمثلة التي نجت فيها النصوص من الرقابة والقمع.
ومعلومٌ أن الديكتاتوريات تكره التعاطف، بينما الأدب يقوم أساساً على التعاطف. فهو يتيح لنا فهم واقع الآخرين، ووضع أنفسنا مكانهم. إنه يهزّ الوعي، ويُوقظ الضمائر، ويدفع إلى الفعل الحقيقي.
– كيف وُلد كتابكم الجماعي Amorces de récit – En soutien à Boualem Sansal التضامني مع الكاتب الجزائري المسجون في بلاده بوعلام صنصال؟
– جاءت الفكرة من ليليان شراوين، الكاتبة والصحفية التي جمعت النصوص وراجعتها وصححتها. أما النشر والتوزيع السريع فأنجزناه عبر دار النشر الخاصة بي Édern Éditions.
إن تأثير أعمالنا صعب القياس. فعلى سبيل المثال، رغم كل المبادرات التي أُطلقت لدعم جوليان أسانج، بقي الأخير في السجن 13 عاماً. ومع ذلك، فإن تراكم هذه الجهود لعب دوراً حاسماً، وأسهم في قرار الولايات المتحدة بالإفراج عنه قبل وصول ترامب إلى السلطة.
سيرة موجزة
وُلد فانسن أنجل في أوكْل بتاريخ 20 سبتمبر/أيلول 1963، وهو كاتب ومسرحي وناشر بلجيكي، حاصل على دكتوراه في اللغة الرومانية، يدرّس الأدب المعاصر في الجامعة الكاثوليكية في لوفان والتاريخ المعاصر في معهد IHECS.
من أبرز مؤلفاته:
- Les vieux ne parlent plus (Ker Éditions ، 2020)
- Le Miroir des illusions (Les Escales، 2016)
- Requiem vénitien (Fayard ، 2003).









