في هذا العمل الجديد الذي يمزج بين التشويق والسرد القانوني، يرسم فيليب ساندس — المحامي والروائي البريطاني المعروف — خيطاً خفيّاً يصل بين مصيري رجلين جمعهما شيء واحد، وهو الإفلات التام من العقاب.
بأسلوبه الصارم والمفعم بالطاقة، الذي ميّز عمله السابق «Retour à Lemberg» (العودة إلى لِمبِرغ)، يقدّم ساندس سرداً مُذهلاً لتقاطع الجرائم بين النازية والدكتاتورية اللاتينية، بالإضافة إلى السكوت الدولي الطويل عن العدالة.
يُعَدّ فالتر راوف أحد أكثر المجرمين النازيين فتكاً في التاريخ؛ إذ كان مسؤولاً عن مقتل نحو سبعةٍ وتسعين ألف يهودي في شاحنات الغاز بمدينة تشيلمْنو البولندية، كما خطّط لتطبيق الأسلوب نفسه في تونس إبّان الاحتلال الألماني القصير بين نوفمبر 1942 ومايو 1943. ورغم بشاعة جرائمه، مات راؤف بسلام في سريره بمدينة سانتياغو عام 1984، محاطاً بحماية العسكريين التشيليين، دون أن يُسلَّم أو يُحاكم قط.
أما أوغوستو بينوشيه، الديكتاتور التشيلي الشهير، فهو صاحب الانقلاب الدموي ضد الرئيس سلفادور أليندي، عام 1973. وقد حكم بلاده سبعة عشر عاماً، كان عنوانها الاعتقالات والتعذيب والاخفاءات القسرية التي سجّلها التاريخ بدماء الضحايا في ذلك المبنى الرهيب الكائن في 38 شارع لندن، في قلب العاصمة سانتياغو.
الكتاب:
38, rue de Londres – De l’impunité, Pinochet et le nazi de Patagonie
المؤلف: Philippe Sands
الناشر: Albin Michel
عدد الصفحات: 544 صفحة
السعر: 23.90 يورو




