لا ينبغي لنا أن نُصاب بقِصر الذاكرة، فالمجرمون — اليوم كما بالأمس — يقتاتون من نسيان الشعوب. وفي زمن الرعب والاحتلال، كانت هناك أصوات خافتة، تلتقطها الأُذن سرّاً من تحت المعاطف، ترتجف خشية أن تُكتشف، لكنها كانت تُعيد الأمل إلى قلوب أولئك الذين يعيشون تحت رعب النازية وجبن حكومة فيشي.

تحت شعار: «الفرنسيون يتحدثون إلى الفرنسيين»، كانت هذه الإذاعة تصدح كل يوم عبر الأثير، تحمل وقائع الحياة اليومية، لتواجه آلة الدعاية المسمومة التي كانت تملأ البرامج الإذاعية التابعة للاحتلال. إنها صفحات تُكتب بالصوت، وتشهد على أن الكلمة الحرة لطالما كانت سلاحاً في وجه الوحشية.

حين كانت “راديو باريس” تكذب وتنطق بالألمانية، كانت «راديو لندن» تصرخ بالحقيقة، متناولة مطاردة المقاومين، واضطهاد يهود فرنسا (بصوت جاك ماريتان في 12 سبتمبر 1942)، وإبادة يهود بولندا (بصوت جان ماران وجان لوي كريميو-بريليا في 1 يونيو 1942)، فضلاً عن استسلام الألمان في ستالينغراد، وتأسيس المجلس الوطني للمقاومة في 27 مايو 1943.

كتابٌ يجب أن يُقرأ — لأن ما يحتويه ليس مجرد تاريخ، بل هو ذاكرتنا المشتركة وأملنا الدائم.

الكتاب: 

Radio Londres – La Deuxième Guerre mondiale racontée par les Français libres

المؤلف: Clément Fontanarava
الناشر: Grasset – سلسلة Cahiers Rouges
عدد الصفحات: 288 صفحة
السعر: 15 يورو