لم تنجح مساعي الرئيس الأمريكي في الظفر بجائزة نوبل للسلام، حيث اُعلن، الجمعة 10 أكتوبر، بأن الجائزة عادت إلى زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو. وجاء ذلك بالرغم من أن الإدراة الأمريكية كثّفت، منذ أسابيع، من الضغوط الهادفة لدفع “اللجنة النرويجية” إلى منح الجائزة للرئيس ترامب. وأُشركت في ذلك وكالة الاستخبارات المركزية CIA التي دخلت على خط المنافسة، للإسهام في استمالة الداعمين لمنح الجائزة إلى الرئيس الأمريكي، بمختلف أشكال الترهيب والترغيب…
بأوامر من وزارة الخارجية الأمريكي، يَنشط سفراء الولايات المتحدة في ستوكهولم وأوسلو بشكل حثيث، منذ أسابيع عدّة، لتطبيق استراتيجية سرية لممارسة ضغوط شتى، سياسية ودبلوماسية وأمنية، للدفع نحو منح جائزة نوبل للسلام إلى الرئيس دونالد ترامب.
إريك ماير، الذي عيّنه ترامب في 20 أغسطس قائماً بالأعمال في سفارة واشنطن بأوسلو، ضاعف من اتصالاته بـ«اللجنة النرويجية» المسؤولة عن الجائزة لكسب دعم أعضائها، فضلا عن استمالة أكبر عدد ممكن من نواب البرلمان النرويجي. فبعكس بقية جوائز نوبل التي تُمنح في ستوكهولم بالسويد، فإن جائزة السلام تُمنح في أوسلو، من قِبل لجنة يتم تعيينها من قبل البرلمان النرويجي.
من جهته، قام مارك إيفانز، الذي عُيّن في يناير سفيراً بواشنطن لدى السويد، بحملة ضغط مكثفة على «مؤسسة نوبل» والسلطات السويدية. ونجح في الحصول على لقاء غير بروتوكولي مع الملك كارل السادس عشر غوستاف، وناقش معه مطوّلاً ملف ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام وأهمية دعمه. كما كثّف اتصالاته بمستشاري المؤسسة، ساعيا لاستمالتها من خلال التلويح لشراكات رعاية وتمويل من قبل مؤسسات مالية من القطاع الخاص الأمريكي.
سفراء أمريكيون آخرون كُلّفوا أيضاً بالسعي للحصول على دعم العديد من رؤساء دول وحكومات لترشيح ترامب، مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو – حليف بوتين – وعدد من القادة الأفارقة بينهم رئيس الغابون بريس أوليغي نجوما.
ووفقا لمصادر “غلوبال ووتش عربية”، فإن وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) أُشرِكت – في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الوكالة – في هذه المساعي، حيث أُوعز للوكالة باستخدام كل طاقتها من أساليب الترغيب والترهيب لحشد الداعمين لمنح نوبل للسلام للرئيس ترامب في أوساط الثقافة والفنون والعمل الإنساني عبر العالم…









