بدأت دعوات صريحة في أوساط المعارضة المالية تكشف عما وصفته بجهود لعودة المعارض الشهير الإمام محمود ديكو، لاستلام مقاليد السلطة في البلاد وقيادة جهود إنقاذها من أزمتها المستعصية بعد تطويق تنظيم “نصرة الإسلام والمسلمين” لعاصمة البلاد وقطع الإمدادات عنها.
طرح اسم الإمام ديكو (المنفي في الجزائر منذ 2023) مع بداية الأزمة ليقود جهود الوساطة مع التنظيم، فيما يرى محللون أن الإمام صاحب الشعبية الجارفة في البلاد حلاً “إسلامياً” بديلاً للحكومة العسكرية، مع دعوات لعودته لإنقاذ البلاد، رغم انتقادات سابقة له بسبب دوره في الأزمات السابقة.
واقترح أعضاء في الهرم القيادي لتنظيم القاعدة عودة ديكو للتفاوض بدلاً من الحكومة، كما أفادت تقارير في The Guardian و DW أنه الوسيط المطلوب بسبب نفوذه الديني. وقالت أوساط قريبة من ديكو، إنه اقترح خطة سلام من منفاه في الجزائر، لـ 6 أشهر تشمل: سلام مع الجيران، حل أزمة الطاقة، وحصر الحرب في كيدال.
الوسطية والدبلوماسية
الإمام محمود ديكو، هو زعيم سلفي بارز في مالي، لعب دوراً وسطياً ودبلوماسياً في سياق النزاعات الإسلامية في الشمال، عام 2012 بين الحكومة المالية وأنصار الدين.
عين ديكو كوسيط رسمي من قبل الحكومة المالية للتفاوض مع إياد أغ غالي، زعيم جماعة “أنصار الدين” بهدف إنهاء التمرد في الشمال (تمبكتو وغاو)، حيث سيطرت الجماعة على المناطق وفرضت الشريعة، وهي الجهود التي نجح في ترتيب محادثات أولية فيها، لكنها فشلت بسبب رفض غالي الشروط الحكومية.
دعا ديكو إلى “حوار وطني” مع الجماعات المتطرفة، بما في ذلك فروع القاعدة مثل JNIM، لمناقشة الشروط مثل انسحاب قوات MINUSMA الدولية وقوات الخارج (Barkhane الفرنسية).
دعوة للحوار مع الجهاديين
في مقابلة مع The Africa Report (مارس 2020)، أكد أن “الحوار مع الجهاديين يجب أن يستمر”، معتبراً أن الاستسلام العسكري للجماعات غير واقعي، وأن الشروط المفروضة (مثل الانسحاب الأجنبي) يمكن التفاوض عليها.
ديكو، الذي درس في السعودية، يُصنف كسلفي معتدل يرفض التطرف، لكنه يُتهم أحيانا بـ”التساهل” مع الجهاديين بسبب دعوته للحوار، لكنه لم يُتهم بأي تورط مباشر في أعمال عنف، ويرى كـ”إمام الشعب” الذي ساهم في الثورات السياسية (مثل 1991 و2020).
في السنوات الأخيرة (2023–2025)، من منفاه في الجزائر، دعا لخطط سلام تشمل التفاوض مع جماعة النصرة، لكن بدون أدوار رسمية جديدة.












