الهبوط كان أكثر قسوة على عملة “إيثريوم”، التي هوت بنحو 11% إلى ما دون مستوى 4 آلاف دولار. أما “بيتكوين”، العملة الأكثر قيمة عالمياً، فتراجعت هي الأخرى 5% إلى أقل من 110 آلاف دولار.

تصفيات بالمليارات وضغوط على المشتقات 

تحدثت منصة “كوينغلاس”، عن تصفية أكثر من 3  مليارات دولار من المراكز الطويلة عبر البورصات. ومع أن التفاصيل الكاملة لحجم الرافعة المالية في السوق ما زالت غير واضحة، إلا أن مراقبين حذّروا من الافتقار إلى الشفافية الذي قد يعمّق المخاطر.

 ولم تتوقف الضغوط عند التداول الفوري، بل امتدت إلى أسواق المشتقات نفسها. فقد أشار خبراء إلى أن موجة التصفيات مطلع الأسبوع دفعت المستثمرين إلى إعادة التموضع في العقود الآجلة واتخاذ مراكز دفاعية. وفي الوقت ذاته، شهدت صناديق المؤشرات المتداولة المرتبطة لـ “بيتكوين” و”إيثر” في الولايات المتحدة تدفقات صافية خارجة بأكثر من 500 مليون دولار في يوم واحد، الخميس الماضي.

فتور الشراء المؤسسي

 يتمثل العامل الآخر الذي فاقم جراح سوق التشفير، في تراجع شهية الشركات المدرجة على شراء العملات المشفّرة. فبعد أن استحوذت هذه الكيانات المؤسسية على نحو 64  ألف “بتكوين” في يوليو، تراجع الرقم إلى 12600  فقط في أغسطس، ثم إلى 15500  في سبتمبر، أي ما يعادل انخفاضاً بنحو 76% مقارنة بحماسة الصيف، وفقاً لبيانات “كريبتوكوانت”.

المزاج العام للاقتصاد

رغم حجم الخسائر، يرى محللون أن ما يحدث قد يكون مجرد تصحيح طبيعي يلي أشهراً من الارتفاعات الجامحة، مُشيرين إلى أن القيمة السوقية للأصول الرقمية ما زالت ضخمة وتفوق الـ3.9  تريليون دولار. لكن في المقابل، يُحذر بعضهم من أن الضغوط قصيرة الأجل، إلى جانب تباطؤ الطلب المؤسسي، قد تدفع الأسعار إلى مزيد من التراجع، لا سيما وأن الأصول الرقمية اليوم تُواكب اتجاهات المزاج الاقتصادي العالمي بشكل أوثق مما كانت عليه في وقت سابق.