تشهد العاصمة المالية باماكو توتراً شديداً هذا الأسبوع نتيجة الحصار المُحكم الذي فرضته جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” المرتبطة بالقاعدة، حيث تفشل محاولات الجيش المالي في فك الحصار. السيطرة على الطرق الرئيسية المؤدية إلى باماكو عبر نقاط تفتيش وكمائن، أدت إلى قطع جميع خطوط الإمداد إلى العاصمة.
أدى الحصار إلى مخاوف أمنية غير مسبوقة وظهور آثار اقتصادية واضحة، حيث شهدت العاصمة نقصاً حاداً في الوقود وارتفاعاً كبيراً في أسعار السلع الأساسية.
أكدت السيدة فاتي ميغا، في اتصال هاتفي مع “غلوبال ووتش”، وهي سيدة أعمال في باماكو، أن الوضع أصبح مخيفاً للغاية، مشيرة إلى أن الأجانب يغادرون البلاد والمواطنين يعيشون في خوف دائم. وأضافت: “لم أعد أبيع شيئاً.. البضائع التي كانت لدي نفدت هذا الأسبوع، حيث اشترى الناس كل شيء خوفاً من نفاد الطعام والماء.
إجلاء الموظفين الأجانب
مع اقتراب مسلحي “القاعدة” من باماكو، بدأت عدة دول غربية، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا، عمليات إجلاء لموظفيها غير الأساسيين من البلاد. وفي هذا السياق، أكدت “وول ستريت جورنال” أن الجماعة تقترب من السيطرة على باماكو، رغم احتمال انتظارها لبعض الوقت قبل اتخاذ خطوة حاسمة.
الجمعة، تعرضت قافلة نقل محملة بالبنزين لهجوم من قبل مسلحين من “القاعدة”، وقد أضرم المسلحون النار في شاحنة واستولوا على البقية. نتيجة لذلك، ارتفعت أسعار الوقود إلى نحو 3.55 دولارات للتر الواحد، مما أدى إلى إعلان السلطات المالية إغلاق المدارس والجامعات لمدة أسبوعين.
تحذيرات دولية
حذرت إيطاليا رعاياها من السفر إلى مالي، مشيرة إلى “مخاوف أمنية” مع زيادة الضغوط على الحكومة من جماعات متطرفة. كما دعت الولايات المتحدة رعاياها إلى مغادرة البلاد فوراً، مشيرة إلى الانقطاعات المتواصلة في إمدادات البنزين والديزل.
تشير التقارير إلى أن النظام العسكري في مالي قد يواجه انهياراً، إما نتيجة انقلاب عسكري جديد أو بتقدم تنظيم “القاعدة” للاستيلاء على السلطة. ولا يستبعد خبراء إمكانية تدخل أجنبي لإنقاذ البلاد من التهديدات الإرهابية.















